لماذا اعتبرت الاتجاهات قضية هامة في التربية الخاصة ، وظهرت الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ؟.
ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث التي تناولت موضوع الاتجاهات نحو الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ، والتي أظهرت نتائج متباينة ، وتأتي أهمية هذه الدراسات لأهمية موضوع الاتجاهات ، والذي يعكس سلوك الفرد إيجابا ً أو سلبا ً نحو الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، كما يعكس سلوك المؤسسات الرسمية وغير الرسمية نحو الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا ً إذ يتأثر سلوك الفرد أو الجماعة بموقفه أو اتجاهه نحو الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، فكلما كان الاتجاه إيجابيا ً كلما أدى ذلك إلى تحسن في نوعية البرامج والخدمات التربوية للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، والعكس صحيح إذ تعمل الاتجاهات السلبية إلى الإساءة إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بصور مختلفة .
وربما كان تاريخ ذوي الاحتياجات الخاصة ، هو في الواقع تاريخ اتجاهات المجتمعات نحوهم عبر الأزمنة والحضارات المختلفة ، فما كان يجده ذوي الاحتياجات الخاصة من تعنت وظلم وتجاهل ما كان إلا نتاج للاتجاهات السلبية لهذه المجتمعات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، وأن ما يجده ذوي الاحتياجات الخاصة اليوم من تطور في الخدمات المقدمة لهم يعكس الحد الذي وصل إليه تطور الاتجاه نحوهم ، لاسيما وأن الكثير منهم قد خرجوا من عزلة الإعاقة ليخالطوا المجتمع ويتعايشوا مع الأفراد الآخرين ، وسوف تتغير هذه الاتجاهات كثيرا ً كلما سارت الخطى نحو المجتمع ، وبالمجتمع نحو ذوي الاحتياجات الخاصة .
وتتغير الاتجاهات بالتوعية ، والتعليم سوف يسهم في تقصير المسافة بين المجتمع وذوي الاحتياجات الخاصة . وقد تكون أهمية هذه الدراسات تتمثل في نتائجها التي تبين إما الاتجاهات الإيجابية ، أو الاتجاهات السلبية بالنسبة لهذه الفئة ، وكيفية تعاملنا مع هذه النتائج فيما يخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وذلك على عدة محاور
إن التعرف على اتجاهات المجتمع السلبية نحو الإعاقة وأفراد هذه الفئة ، يمكننا من تدريبهم أنفسهم لمواجهة هذه المواقف بشكل أكثر فاعلية مما يمكنهم بالتالي من إحداث تغيرات في احتكاكهم بأفراد المجتمع .
· في حال كانت نتائج دراسة اتجاهات المجتمع سلبية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة :
تتمثل أهمية هذه الدراسات ، في محاولة المختصين العمل على تغيير اتجاهات هذا
المجتمع السلبية ، والعمل على تقبل المجتمع عامة لذوي الاحتياجات الخاصة ، وتحويل الاتجاهات السلبية نحوهم لاتجاهات إيجابية ، باستخدام أساليب وإستراتيجيات معينة ؛
· في حال كانت نتائج دراسة اتجاهات المجتمع إيجابية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة :
فتتمثل أهمية هذه الدراسات ونتائجها ، بتطوير وتدعيم الاتجاهات الإيجابية و الاستفادة من هذه النتائج ، وزيادة فاعليتها ، حيث يقوم المختصون بالتربية الخاصة بالاستفادة من هذه النتائج بالاعتماد عليها عند تقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة ، أو مخاطبة المسؤولين لتقديم هذه الخدمات ورفع مستوى جودتها ، أي بمعنى آخر أن المسؤولين عن التربية الخاصة ليهم فكرة مسبقـّة أن هذا المجتمع يحمل توجه إيجابي نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، وبالتالي فهذا المجتمع على استعداد لتقديم خدمات متطورة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، فبذلك تكون تطلعات مسئولي التربية الخاصة وآمالهم مرتفعة ، وتتطلع لمستويات عليا في تقديم الخدمة ، ولا تتأثر بالخوف من رفض المجتمع تقديم مثل هذه الخدمات ، و الإحباط من الرفض ،فكلما كانت نتائج دراسات الاتجاهات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة إيجابية ، كلما كانت هذه النتائج قوة دافعة تحث مسئولي التربية الخاصة على زيادة دفع المجتمع نحو تقديم خدمات أكثر فاعلية وتطور ورفع لمستوى حياة هذه الفئة التي يتحمل المجتمع مسئوليتها كغيرها من فئات هذا المجتمع .