التطور التاريخي للاتجاهات نحو المعاقين :
إن التطور الحاصل الذي نلاحظة اليوم في ميدان التربية الخاصة لم يكن ليحدث بين ليلة وضحاها بل امتد عبر العصور.
ففي العصر الروماني واليوناني نجد النبذ والسخرية لهؤلاء الأفراد، ثم انتقلت إلى أن أصبحت ذات اتجاهات أكثر إنسانية وإيجابية حيث وفرت الكنيسة سبل الرعاية واعتبرت المعوقين أفراد كباقي أفراد المجتمع توفر الرعاية والخدمات لهم.
إلا أن هذه الفترة لم تدم طويلاً، ففي العصور الوسطى عادت السخرية والنبذ لهذه الفئة رغم التطور الذي أحدثه العقل البشري في ميادين أخرى (طعيمة، البطش، 1984).وفي بدايات القرن التاسع عشر بدأ الاهتمام المتزايد بمراكز ومؤسسات المعوقين في حين أن البلاد العربية لم يكن لديها أي اهتمام، بفئات التربية الخاصة حيث بدأت مصر عام 1955م، بمعاونة وزارة التربية بفتح صفوف لتعليم الموقعين عقلياً، ثم تبعتها بعد ذلك كل من (العراق، الكويت، لبنان، سوريا، الأردن) وقد أخذت المؤسسات الحكومية والأهلية والتطوعية على عاتقها تقديم الخدمات المتنوعة لجميع الفئات ، وأضعه هذه الدول نصب أعينها بناء اتجاهات إيجابية نحو الإعاقة والمعوقين. (الريحاني، 1985).
وقد نما ميدان التربية بشكل واضح في أواخر القرن العشرين وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، ودول شرق آسيا، والدول العربية، وقد تمثل النمو في العديد من المظاهر منها صدور التشريعات والقوانين الخاصة بالأطفال غير العاديين والتي تنظيم برامجهم وتحدد الكوادر، والمؤهلات اللازمة لكل فئة من فئات التربية الخاصة، وظهرت أدوات القياس والتشخيص الخاصة بكل فئة من فئات الإعاقة، وإجراء الدراسات والأبحاث في ميدان التربية الخاصة وظهور المجلات والكتب العلمية المتخصصة، وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات الدولية الخاصة بفئات التربية الخاصة وفتح البرامج الأكاديمية التي تمنح المؤهلات العلمية والتربوية في ميدان التربية الخاصة في عدد من دول العالم على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وأدى هذا التطور في جوانب التربية الخاصة المختلفة، بظهور التعريفات المحددة لفئات التربية الخاصة المختلفة وأسباب ظهورها وأدوات القياس والتشخيص الخاصة بكل فئة والبرامج التربوية، وظهور القوانين والتشريعات، وبرامج الوقاية والتدخل المبكر والدمج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق