السبت، 14 نوفمبر 2015







إن الاهتمام بقضية المعوقين ليس ترفاً إعلامياً، ولا يجب أن ينظر إليه على انه يهم شريحة صغيرة من المجتمع، إذ العكس هو الصحيح تماماً، والاهتمام الإعلامي بالإعاقة واجب وطني تمليه المواثيق والقوانين الدولية ، وحاجات المعوقين وحقوقهم، فالدور الذي يقوم به الإعلام يساعد أولاً في تقليل نسبة الإعاقة من خلال إرشاد المجتمع إلى أسباب الإعاقة وتجنبها، فالتوعية بالإمراض الوراثية    (R H)،
وضرورة التحصين ضد الأمراض المسببة للإعاقة، كالحصبة الألمانية وشلل الأطفال، وعادات الزواج من الأقارب، والفحص قبل الزواج، وغير ذلك من قضايا تتعلق برعاية الطفل والأم أثناء الحمل والولادة وعقب كل ذلك يعد من الإعلام الوقائي الذي يمثل دورا رئيسيا في تقليل نسبة الإعاقة في المجتمع، أما الدور الذي يقدمه الإعلام للمعوقين فهو دور كبير، ذلك أن الاعلام ينبغي أن يساهم بالإرشاد النفسي والاجتماعي للمعوقين، بما يساعد في رغباتهم، وتوجيه نموهم نفسيا وتربويا ومهنيا وزواجيا واسريا، وكذلك حل مشكلاتهم المرتبطة بإعاقاتهم نتيجة الاتجاهات الخاطئة بما يحقق لهم التوافق مع انسهم ومع مجتمعهم. وإن الإعلام في كل ذلك ينبغي أن لا يكون ساحة لنشر الاتجاهات السلبية والأفكار الخاطئة عن المعوقين، فكثيرا ما تقوم الأفلام والمسلسلات والبرامج المختلفة ببث صورة نمطية غير صحيحة عن المعوق ولهذا فإن وجود اختصاصيين في شئون الإعاقة داخل المؤسسات الإعلامية أو على صلة وثيقة بإعداد المضامين الصحيحة والاستشارة العلمية عن المعوقين، يمثل ضرورة لا غنى عنها إذا أريد لوسائل الإعلام أن يقدم صورة صحيحة وموضوعية عن المعوقين. فالفرد المعوق هو الشخص الذي يعاني من إعاقة جسدية أو حسية أو عقلية، وليس معنى ذلك على انه غير قادر على العطاء فكم من علماء أفادوا وخدموا البشرية وهم من ذوي الإعاقة  الخاصة، وكم من المعاقين تحدوا إعاقاتهم وحققوا المعجزات.
وينطلق دور وسائل الاعلام بكافة أشكالها المسموعة والمرئية والمقروءة  بالتعامل مع قضايا ذوي الإعاقة الخاصة من أهمية هؤلاء الأفراد في المجتمع فالإذاعة أداة تعبر الحواجز وتربط الشعوب برباط مباشر وسريع، كما يتمتع المذياع بخصائص تميزه عن غيره من وسائل الاتصال الأخرى كرخص ثمنه وسهولة استعماله وصغر حجمه وامتداد تأثيره وتنوع خدماته، وتقبله من كل الطبقات وكل الفئات الغنية والفقيرة السوية والمعاقة، ويمكن للمهتمين بشئون الإذاعة تقديم البرامج التثقيفية والتعليمية للمعوق، وليس فقط لنقل الأخبار عن المعوقين. كما أن التلفزيون وسيلة اتصال فعالة لخدمة المعوقين، لقدرته على الإقناع والتأثير وكونه قوة لا يستهان بها في تغيير اتجاهات المجتمع نحو المعوقين، 

أما الصحافة فقد أكدت دورها الوقائع والأحداث والتعليق والنقد البناء الذي يساعد المجتمع في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والانسانية، فيمكن ان تقوم بدورها في خدمة المعوقين في المجالات الآتية: 

أ‌. توعية الجمهور بقضايا المعوقين
 ب‌. تغيير النظرة السلبية للمعوق.
ت‌. تبني مشكلات المعوقين (الصحية – التأهيلية – المادية)
 ث‌. المساهمة في جعل المعوق إنساناً متكيفاً منسجماً مع أفراد المجتمع متواصلا معه.
ج‌. نشر الأخبار الخاصة بأنشطة مراكز وجمعيات واندية المعوقين إن الإعلام مطالب بنشر وتقديم معلومات صحيحة وحقائق واضحة وموضعات دقيقة عن المعوق ومن الواجب على المؤسسات الإعلامية أن تقدم استراتيجة للتعامل مع المعاقين، وبما يناسب وتوجهات كل مؤسسة إعلامية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق